بقلم ـ حافظة الجوف 

الغِش هو إحدى الظواهر المُنحرِفة، والتي تظهر في المُجتمَع، وهي تدل على الخروج عن قِيَم ومعايير الشرع ممّا يترك أثراً سلبيّاً على مظاهر الحياة الاجتماعيّة.
وتعتبر ظاهرة الغش قضية في المقام الأول داخل أي منظومة.
اذاً لماذا يلجأ البعض للغش في حياتهم رغم علمهم أنه غير أخلاقي؟
على الرغم من أن ممارسة الغش، سواء في مجال العمل أو الحياة الاجتماعية، أمرٌ يتنافى مع الأخلاق؛ فإننا نُقْدِمُ عليه في بعض الأحيان،لخص علماء النفس إلى أن الاغراء قد يدفع الناس لأن يكونوا أقل نزاهة؛ فيما يتعلق بالوسائل التي يتبعونها.

وعكف الكثير من الخبراء على دراسة كيف يمكن لسلوك مجموعةٍ ما أن يجعل اللجوء للغش يبدو مقبولاً.
ويلجأ البعض للغش لتحقيق مكاسب بوسائل لا أخلاقية . فهناك العديد من الأمثلة، في حياتنا العملية أو الشخصية، أو على صعيد تفاعلاتنا الاجتماعية، التي قد يصبح فيه حصول المرء على ميزة تنافسية بشكل سري وغير أخلاقي أمرًا ذا إغراءٍ لا يُقاوم تقريباً.

السؤال؛ ما هي تحديداً الأسباب التي تدفع البعض للإقدام على الغش؟ هل يصنف هؤولاء أنهم يتسمون بالطمع أو يفتقرون للوازع الأخلاقي؟ وهل المجتمع بما يغلب عليه في غالبية الأحيان من طابع تنافسي، يشجع على اللجوء إلى هذا الخيار أم لا؟

افادة دراسة تحليلية جرت في جامعة نوتينغهام البريطانية، بأن الناس يلجئون إلى الغش عندما يُشجعون على ذلك من قبل بعض الأشخاص من حولهم . وكشفت الدراسة عن أن التعاون في هذا الصدد قد يتيح فرصة كبيرة للفساد.
وكذلك أكدت الدراسات على أن ،رؤية المرء لأشخاص آخرين يتصرفون على نحو مُخادع قد تزيد من نزعته نحو انتهاج السلوك نفسه، إلى أن تقييمنا لسلوكياتنا بشكل موضوعي قد يُضعف أي إغراء لدينا للجوء للغش.
ويرى البعض من المحللين والباحثين ،أن ضغط الوقت وارتفاع تكاليف المعيشة، دفع الكثيرين للإعتماد على مصادر إضافية للدخل بجانب رواتبهم الأصلية، وذلك لتلبية متطلبات حياتهم، وهو ما قد يحدو بعددٍ أكبر من الناس للتفكير في اللجوء إلى طرق غير أخلاقية أو قانونية لجني المال وغيره .

على أي حال هناك سبل لتحسين سلوكيات وتصرفات من يتعاملون بالغش في مكان العمل او في مجتمعاتهم ليصبحوا أكثر أ تصافاً  بالأمانة والنزاهة.
أولها تفعيل دور التوعية عن أضرار الغش في المجالس وداخل الأسرة. و إحياء الوازع الأخلاقي وتنمية الضمير الداخلي.إقرار لوائح مشددة لمحاربة الغش، ويأتي دور وسائل الإعلام  في ابراز الحملات ونقصد بها الحملات الكبيرة ، وحالات العثور على غش مستتر بالذات، ونحو هذا مما هو مادة إعلامية خصبة، من ناحية، وإشهاره في وسائل الإعلام يوصل رسالة واضحة لكل الغشاشين الذين لم تصلهم الحملات بعد.. بأن هذا مصيرهم..
وهذه رسالة أساسية لوسائل الإعلام ، ودور حيوي، فمن أوليات وسائل الإعلام عامة، والصحافة خاصة، مكافحة الفساد وظاهرة الغش في الحياة الاجتماعية.